شهادات
العظماء والمنصفين
الإسلام دين حق، براهينه ساطعة، ودلائله واضحة، وجذوره ثابتة، يؤمن المسلمون بعظمته، ويشهد له العدو والحبيب، وشهادات المسلمين تعتبر مجروحة عند الذين لا يعرفون ديننا، أو حضارتنا، أو رسولنا، وهذه بوابة ترصد شهادات المنصفين من أعلام الغرب والشرق قديمًا وحديثًا من ديانات وملل مختلفة في إنصاف الإسلام وفي القرآن وفي الرسول صلى الله عليه وسلم وحضارة المسلمين، خاصة المشهورين المرموقين عند بني جلدتهم، الموثوق فيهم علميًا.
ملخص المقال
شهادة المؤرخ البريطاني هيو نايجل كينيدي, هيو نايجل كينيدي, المؤرخ البريطاني هيو نايجل كينيدي, قصة المؤرخ البريطاني هيو نايجل كينيدي, المؤرخ البريطاني
هيو نايجل كينيدي (Hugh N. Kennedy)
مؤرِّخ وأكاديمي بريطاني متخصِّص في تاريخ الشرق الأوسط الإسلامي المبكر، وتاريخ إسبانيا المسلمة، وتاريخ الحروب الصليبية، وُلِدَ كينيدي في 22 أكتوبر 1947 في إنجلترا، وأمضى سنتي 1965-1966 يدرس في مركز الشرق الأوسط للدراسات العربيَّة في شملان في لبنان، وحصل على منحةٍ دراسيَّة من وزارة الخارجيَّة البريطانيَّة من عام 1966 إلى عام 1969م، حيث درس في كليَّة بيمبروك في جامعة كامبريدج، ودرس في تلك الكلِّيَّة اللغتين العربيَّة والفارسيَّة.
تخرَّج في جامعة كامبريدج بدرجة البكالوريوس في الآداب عام 1969م، وفي الفترة بين عامي 1969 إلى 1972م، كان طالب دراسات عليا في كلية الدراسات الشرقيَّة بجامعة كامبريدج، وأكمل درجة الدكتوراه في الفلسفة عام 1978م بأطروحة دكتوراه بعنوان «السياسة والنخبة السياسية في أوائل الخلافة العباسيَّة».
في عام 2007م، انضمَّ إلى كلِّيَّة الدراسات الشرقيَّة والإفريقيَّة (SOAS)، التي تتبع جامعة لندن، حيث تعيَّن بها أستاذًا للغة العربيَّة.
- سهولة العقائد الإسلامية الإسلام:
«كانت الرسالة التي جاء بها -النبي محمد (ﷺ)- غايةً في اليسر؛ فالله واحدٌ أحد، ومحمدٌ (ﷺ) رسوله الذي ينقل إلى العالمين رسالته التي نزلت عليه بواسطة جبريل، وجاء في الرسالة -أيضًا- أنَّ أرواح البشر سوف تخضع للحساب، فيذهب الذين آمنوا وعملوا الصالحات إلى الجنَّة، بما فيها من نعيم، أمَّا الأشرار فيذهبون إلى نار جهنم»[1].
- النبي (ﷺ) القائد:
«كانت غزوات النبي محمد (ﷺ) -بمعنًى ما- بدايةً لحركة الفتوح الإسلاميَّة؛ فقد أوضح مثاله أنَّ القوَّة العسكريَّة المسلَّحة في سبيلها لأن تُصبح عنصرًا مقبولًا أوَّلًا في الدفاع عن الدين الجديد ثم في التوسُّع.. وفي الوقت نفسه، فلا شَكَّ في أنَّ الدبلوماسيَّة كانت أكثر أهميَّةً من الغزو العسكري في الإسلام في شبه الجزيرة العربيَّة. لقد كانت شبكة العلاقات التي استمدَّها من علاقاته القرشيَّة، وليس السيف، هي التي قادت الناس من أماكن نائية مثل اليمن وعُمان إلى مبايعة النبي. كانت القوَّة العسكريَّة قد ضمنت بقاء الأمَّة، ولكنَّها لم تكن هي الأداة الرئيسة في انتشار الإسلام أثناء حياة النبي»[2].
- أمَّة واحدة:
«لم تكن الدولة الإسلاميَّة لتبقى دولةً عربيَّةً مستقرَّة محدودة في إطار شبه الجزيرة العربية وبادية الشام؛ فقد كان بدو شبه الجزيرة العربية يعيشون تقليديًّا على الإغارة على القبائل المجاورة وأخذ الأموال في أشكال مختلفة من أهالي المناطق المستقرَّة، وكان ثَمَّة مبدأٌ أساسيٌّ في التاريخ الإسلامي الباكر -على أيَّة حال- ألَّا يُهاجم المسلمون بعضهم بعضًا؛ فقد كانت الأمة بمثابة قبيلة كبيرة آخذة في الامتداد والتوسُّع، بمعنى أنَّ الناس جميعًا كانوا أعضاء في المجموعة الدفاعيَّة نفسها، وإذا كان العرب جميعًا آنذاك جزءًا من عائلةٍ كبيرة، فالإغارة على بعضهم البعض قد باتت أمرًا لا محلَّ له، وغير ذي ضرورة»[3].
- تفوُّق الجيش الإسلامي:
«لم تتوصَّل الجيوش العربيَّة إلى تكنولوﭼيا جديدة لم يكن أعداؤهم يملكونها، كما أنَّهم لم يُهيمنوا بفضل الأعداد الكبيرة، وإنما كانت لديهم بعض الميزات العسكريَّة الخالصة. وكانت الحركيَّة أهمَّ هذه الميزات؛ فالمسافات التي غطَّتها الجيوش الإسلاميَّة في الفتوح مدهشةٌ حقًّا، وتمتدُّ المسافة أكثر من سبعة آلاف كيلو متر من أبعد نقطةٍ في المغرب الأقصى غربًا حتى الحدود الشرقيَّة للعالم المسلم في آسيا الوسطى. وعلى النقيض من ذلك، فإنَّ الإمبراطوريَّة الرومانيَّة من حائط هادريان إلى حدود الفرات كانت أقلَّ من خمسة آلاف كيلو متر. وقد عبرت كلَّ هذه المناطق وأخضعتها جيوشٌ إسلاميَّةٌ سريعة الحركة، وكانت معظم أراضي البلاد التي عملوا فيها جرداء غير مضيافة، ولا يمكن أن يعبرها سوى قومٍ يتَّسمون بالصلابة وسعة الحيلة»[4].
- المساواة في الإسلام:
«في أثناء القرن الأول، كانت الدولة الإسلاميَّة مجتمعًا مفتوحًا بحق؛ كانت النخبة في الدولة الجديدة هم المسلمون والإسلام دينٌ لكلِّ البشر، ولم يكن ممكنًا حرمان أيِّ فردٍ يعتنق الإسلام عضويَّته في هذه النخبة الجديدة. وعلى النقيض، كانت المواطنة الرومانيَّة أو عضويَّة العائلات الأرستقراطيَّة الفارسيَّة حصريَّة، ووضعٌ ممتازٌ يُدافع عنه من يتمتَّعون به. وباعتناق الدين الإسلامي يتحوَّل المغلوبون ليصيروا من الفاتحين، أي أعضاء من الطبقة الحاكمة الجديدة، ومن الناحية النظريَّة على الأقل، يصيرون مساوين لغيرهم من المسلمين. وبطبيعة الحال، سرعان ما ثارت المشكلات وكانت هناك صداماتٌ طويلةٌ وعنيفةٌ بين المسلمين والمسلمين الجدد من العرب ومن غير العرب، بيد أنَّ هذا لم يستطع أن يُقوِّض حقيقة أنَّ الإسلام كان مفتوحًا أمام الجميع»[5].
- نجاح الفتوحات الإسلاميَّة:
«كان نجاح الفتوح الإسلاميَّة نتاجًا لمجموعةٍ فريدةٍ من الظروف والدعوة إلى ديانةٍ توحيديَّةٍ جديدة ويسيرة. كانت هناك ملامح كثيرة في الإسلام جعلته قابلًا للتعامل بالنسبة إلى المسيحيِّين واليهود؛ فقد كان له نبيٌّ، وكتابٌ مقدَّس، وأشكالٌ راسخةٌ في الصلاة والطعام وقوانين الأسرة. وكان إبراهيم وعيسى من الأنبياء الذين يحظون بمكانةٍ عظيمةٍ في تراث الإسلام، ومنذ البداية رسَّخ الإسلام باعتباره دينًا جديدًا، وجاء ليكمل الديانات التوحيديَّة الأخرى لا ليُدمِّرها، وليس به أيَّة أمورٍ غريبةٍ مثل تلك الموجودة في البوذيَّة مثلًا. هذه التشابهات، وهذا التراث المشترك، لا بُدَّ أنَّهما ساعدا وشجَّعا على اعتناق الإسلام»[6].
- اعتناق الإسلام:
«كان قبول الحكم الإسلامي نتيجةً للسياسة التي اتَّبعها المسلمون تجاه العدو؛ فقد كان من الأفضل دائمًا الاستسلام للغزاة وعقد الصلح ودفع الجزية بدلًا من المقاومة حتى النهاية، ولم تكن الأسلمة والتعريب الذي أعقب الفتوح ليحدث على مدى القرنين أو القرون الثلاثة التالية لو لم يكن الفتح السياسي قد نجح بالفعل، ولكنَّ الأسلمة والتعريب لم يكونا من النتائج المباشرة والحتميَّة للفتح، وبدلًا من ذلك كانت عمليَّة التحوُّل تدريجيَّة، وتكاد تكون سلميَّةً تمامًا بسبب الحقيقة القائلة أنَّ المزيد والمزيد من الناس أرادوا أن يتماهوا مع الثقافة السائدة في عصرهم ويُشاركوا فيها»[7].
[1]هيو كينيدي: الفتوح العربية الكبرى: كيف غيَّر انتشار الإسلام العالم الذي نعيش فيه، ترجمة وتقديم وتعليق: قاسم عبده قاسم، المركز القومي للترجمة – القاهرة، الطبعة الأولى، 2008م، ص73.
[2] هيو كينيدي: الفتوح العربية الكبرى: كيف غيّر انتشار الإسلام العالم الذي نعيش فيه، ص76، 77.
[3] هيو كينيدي: الفتوح العربية الكبرى: كيف غيّر انتشار الإسلام العالم الذي نعيش فيه، ص86.
[4]هيو كينيدي: الفتوح العربية الكبرى: كيف غيّر انتشار الإسلام العالم الذي نعيش فيه، ص509.
[5] هيو كينيدي: الفتوح العربية الكبرى: كيف غيّر انتشار الإسلام العالم الذي نعيش فيه، ص513، 514.
[6] هيو كينيدي: الفتوح العربية الكبرى: كيف غيّر انتشار الإسلام العالم الذي نعيش فيه، ص515.
[7] هيو كينيدي: الفتوح العربية الكبرى: كيف غيّر انتشار الإسلام العالم الذي نعيش فيه، ص516.
التعليقات
إرسال تعليقك